اسم قطة الرسول محمد (هل كان النبي يربي قطه؟)
كان رسول الإسلام قدوة حسنة في معاملته للحيوانات، مؤكدًا بذلك رسالة الرحمة والعطف التي يجب أن تكون حاضرة في تعاملنا مع الكائنات الأخرى وليس البشر فقط، وكان لطيفًا في تعامله مع الحيوانات حتى عندما كان يصطحبها معه في رحلاته ومغامراته، كما أنه كان يعظم قيمة الحيوانات في الطبيعة، وكان يحث على احترام حقوقها والاهتمام بها، ولكن ما اسم قطة الرسول ؟ هذا ما نُجيب عنه تفصيليًا.
اسم قطة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
ذُكر في الكتب الغربية للعديد من المؤلفين أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يعتني بقطة تُدعى معزة، ولكن لا يوجد أي حديث صحيح يُفيد بوجود قطة للنبي في سيرته النبوية .
وعلى الرغم من ذلك يتضح من الأحاديث النبوية أن النبي كان يُظهِر رعايةً ولُطفًا تجاه القطط، وقد استخدم مصطلح “الطوافين” أو “الطوافات” للإشارة إلى هذه المخلوقات الرقيقة عندما تحدث عنها.
يقصد بمصطلح الطوافين والطوافات، أنها كثيرة التجول واللف حيث تتجول حول البيوت، وتنتقل من مكانٍ لآخر، ومن الواضح أن الأخبار التي تروج لوجود قطة تُدعى معزة للنبي صلى الله عليه وسلم تبدو غير مؤكدة أو قائمة على قصص غير موثقة، ولذلك يجب أن نعتمد على المصادر الأكثر موثوقية للتعرف على سيرة النبي وتعاليمه النبيلة والرحيمة تجاه جميع الكائنات في الحياة.
لماذا سمي عبد الرحمن بن صخر بأبو هريرة؟
بعد أن تمكنا من التعرف على إجابة سؤال اسم قطة الرسول، يجدر بنا ذكر أن الصحابي الجليل أبو هريرة كان قد تفضل بتربية القطط بعناية.
حيث كان يهتم بها ويرعاها منذ كانت صغيرة، لكن عندما تنمو قليلاً وتكبر يُفضل أن يتركها في حريتها؛ مما يدل على توجيه الصحابي الجليل إلى احترام طبيعة الحيوانات وحريتها بمرور الوقت.
عُرِض على أبو هُريرة -رضيَ الله عنه- سؤال حول أصل تكنيته بهذا الاسم، فأجاب قائلًا إنه تسمى بهذا اللقب لأنه عثر على هرة ووضعها في حضنه.
وهكذا أطلقوا عليه اسم “أبو هُريرة“، وقد ذكرت روايات أخرى تشير إلى أنه عثر على هرة برية وأخذ صغارها ووضعهم في مأواهم، ثم سأله أبوه عما في حضنه، فأخبره أنه هرة، فعلّق عليه قائلًا: “أنت أبو هُريرة“.
بالإضافة إلى ذلك، يُذكر أنه في صغره كان يعمل راعيًا للغنم وكانت لديه هرة كان يلهو بها خلال النهار، وعندما يحل الليل يضعها في الشجرة، ويُقال إن النبي –عليه الصلاة والسلام– كان يناديه قائلًا: “يا أبا هر” وهو ما ظهر في صحيح البُخاري.
تلك هي القصة التي تؤكد أصل تكنية أبو هُريرة وأهمية الهرة التي كانت رفيقه المخلصة في صغره. إن هذه القصة تبرز العناية والمحبة التي كان يبديها أبو هُريرة للحيوانات.
وكذلك القيم الإنسانية التي كان يحث عليها النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- تجاه جميع المخلوقات. فقد كان النبي الكريم يُعلّمنا بأفعاله قيم التعاطف والحماية للحيوانات، ويُحثّنا على اللطف والعناية بها.
يُذكر أن النبي محمد حرّم على الإنسان أن يعذب القطة أو يحرمها الطعام والشراب، وفي إحدى الروايات النبوية عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
ورد أن النبي قد ذكر قصة امرأة تعذبت في الآخرة بسبب معاملتها السيئة لهرة حبستها دون إطعامها أو إسقائها، وهذا يعكس التعاليم النبيلة للإسلام التي تحث على الرحمة واللطف مع الحيوانات وحرمة التعذيب والإيذاء لها.
إن هذه القصة تذكير لنا جميعًا بأهمية التعامل الحسن مع الحيوانات والإحسان إليها، فهي أمانة في أيدينا وتستحق أن نعاملها بالرفق والاحترام .
تمامًا كما فعل النبي الكريم. وفي هذا السياق، يتعين علينا أن نكون أكثر توعية بحقوق الحيوانات وأن نعمل على تعزيز الحماية والرعاية اللائقة لها في مجتمعاتنا.
مواقف النبي مع القطط
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يُظهِر عنايةً خاصة بالقطط، ويعاملها باللطف والرحمة، في إحدى المرات عندما خرج إلى أرض تُدعى بطحان في المدينة .
طلب أنس رضي الله عنه منه أن يُسقيه ماءً للوضوء فقام أنس بصب الماء له، وفجأة جاءت هرة وشربت من الماء، ولكن الرسول صبر حتى تشرب الهرة ثم توضأ من نفس الماء.
عندما أخبر أنس بأن الهرة شربت من الماء أجابه الرسول بأن الهرة من متاع البيت، وأنها لا تجعل الماء نجسًا أو مُدَنسًا. هذه القصة تُظهِر تعاطف الرسول صلى الله عليه وسلم مع القطط واهتمامه بكل مخلوقات الله.
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يُعامِل القطط بكل رفق وحنان، في إحدى المجالس جاءت قطة ونامت على كمه، ولكنه لم يُزعِجها أو يُقِل نومها، بل قام بقطع جزء من كمه لكي تستمر في نومها اللذيذ، حيث يراعي مشاعرها وراحتها.
من قصص الرسول مع القطط نستنتج أن القطط هي مخلوقات طاهرة وليست نجسة، وهي مُحبّبة للنبي وأُطلق عليها في البيوت “الطوافين” و “الطوافات“، مما يعكس قيمة واهتمام الرسول بالحيوانات المحيطة به كما حرم أكلها لأنها من ذوات الأنياب.
من الجميل أن نأخذ عبرةً من تلك القصص، ونتعلم كيف نتعامل بلطف واحترام مع جميع الكائنات الحية في حياتنا. فالتعاطف والرحمة مع الحيوانات هي من الأخلاق النبيلة التي دعا إليها الإسلام وتركها الرسول صلى الله عليه وسلم لنا أروع الأمثلة لتحقيقها في حياتنا اليومية.
شاهد دعاء الصباح للرزق وراحة البال
الأحاديث النبوية عن الرفق بالحيوان
- ورد عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-:
(كنَّا معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ في سَفَرٍ، فانطلقَ لحاجتِهِ فرأَينا حُمَرةً معَها فرخانِ فأخذنا فَرخَيها، فجاءتِ الحُمَرةُ فجعلت تفرِشُ، فجاءَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فقالَ: من فجعَ هذِهِ بولدِها؟ ردُّوا ولدَها إليها. ورأى قريةَ نملٍ قد حرَّقناها فقالَ: مَن حرَّقَ هذِهِ؟ قُلنا: نحنُ. قالَ: إنَّهُ لا ينبَغي أن يعذِّبَ بالنَّارِ إلَّا ربُّ النَّارِ). [ref]الراوي: عبد الله بن مسعود | المحدث: الألباني | المصدر: السلسلة الصحيحة | الصفحة أو الرقم: 6/811 | خلاصة حكم المحدث: صحيح بلا ريب ولكن هل رواه ابن مسعود فهو موضع نظر.[/ref]
“مرَّ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ببعيرٍ قد لحِقَ ظَهْرُهُ ببطنِهِ فقالَ اتَّقوا اللَّهَ في هذهِ البَهائمِ المعجَمةِ فاركَبوها صالِحةً وَكُلوها صالحةً”. [ref]الراوي: سهل ابن الحنظلية الأنصاري | المحدث: ابن حجر العسقلاني | المصدر: هداية الرواة | الصفحة أو الرقم: 3/342 | خلاصة حكم المحدث: [حسن كما قال في المقدمة].[/ref]
تعرف علي دعاء تعجيل الزواج في اسبوع
يُظهر تعامل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مع الحيوانات لنا دورًا قيمًا في إظهار الرحمة والحنان والاحترام لكل مخلوق في هذا الكون؛ مما دفع الكثيرون نحو طرح سؤال ما اسم قطة الرسول صلى الله عليه وسلم.